05 Apr
صَّمتٌ وَحِيدٌ


لَمْ يَعُدْ فِيْ الحُلمِ مُتّسَعاً مِن تَمَنِّي
الوداعُ بلا مَنَصَّة فمَن سَيقفُ علَى الفَراغِ 
وَيلوح للغيابِ بِرَاياتِ الإشتِياق 
صَّمتٌ وحيدٌ يُنتَظِر ُ الإِيَاب
وشِّفُاهُ التخبط ِتُراشِقُ بَعضَها
تُراشِقُ دَمَها تُراشِقُ جُرحَها 
وآهَاتِ الشَتَاتِ تُراشِقُ نفسَّها
والنَعراتُ تُجلجِلُ حِقدَها
فتَتوارَى الحُروفُ مِنْها خَجَلاً
البَوحُ صَمتاً
فيْ الوقتِ الضَّائع الطَّريقُ لا سَائقَ لها 
تَنهالُ الشِّفاه عَلى نَفْسِها بَوحَاً مُبْرِحاً
ويَستَعرُ الهَذَيان ُ مُجَدَّداً
الطَّرِيقُ مَا زالَتْ بِلا سَائق
والمَسَافَات تَائِهة بِلا خَطَوات
التَّوهانُ مُخيفْ يَلتَهمُ كُلَّ شَيء
كـَ فَقيدٍ مَنْسِيٍ بلا ذاكِرة أو هَويَّة
مَازالَ البَوحُ يَهْذيْ ويَتَصَبَّبُ 
تَارة يَهطِلُ غَدَقاً وأُخرَى يَعصِفُ دَبَقاً
الحُروفُ أبدَتْ تَمَنُّعَها
أحجَمَتْ عَنْ أَي بَوح
ونَذَرَتْ لِلكَلام صَومَا
لَمْ يَعُدْ زَمانُها هَو ذَاك المُحِب 
تَوارَتْ عَنْ كُلِّ عَينٍ 
عَنْ كُلِّ قلْبٍ عَن كُلِّ حُب 
لا شيءَ سِوى الخَيباتْ المُتتَاليَة
أجْبَرتْها عَلى التَوَارِي
وأرغَمتَها عَلى السُكُوت
فَمَارسَتِ البَوحَ بِصَمْت

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة